الأربعاء، 11 فبراير 2015

على من نلقي السلام؟




عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا بني؛ إذا دخلت على أهلك فسلم؛ يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك ".



(قال الألباني في الكلم الطيب: حسن صحيح. ح / ر: (63)، ورواه الإمام الطبراني في الأوسط)


وعن البراء بن عازب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

" ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان، إلا غفر لهما قبل أن يفترقا ".


(صححه الألباني في سنن الأئمة أبي داود وابن ماجة والترمذي بأرقام: 5212، 37.3، 2727)

وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه، وأخذ بيده فصافحه؛ تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر ".

(صححه الألباني في الصحيحة برقمي: 526، 2692، ووثقه الإمام الهيثمي في المجمع، رواه الإمام الطبراني في الأوسط)

تفسير ابن كثير سورة البقرة آية 83 :



وَمِنْ النُّقُول الْغَرِيبَة هَاهُنَا مَا ذَكَرَهُ اِبْن أَبِي حَاتِم فِي تَفْسِيره حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خَلَف الْعَسْقَلَانِيّ حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن يُوسُف يَعْنِي التَّنِيسِيّ حَدَّثَنَا خَالِد بْن صُبَيْح عَنْ حُمَيْد بْن عُقْبَة عَنْ أَسَد بْن وَدَاعَة أَنَّهُ كَانَ يَخْرُج مِنْ مَنْزِله فَلَا يَلْقَى يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا إِلَّا سَلَّمَ عَلَيْهِ فَقِيلَ لَهُ : مَا شَأْنُك تُسَلِّم عَلَى الْيَهُودِيّ وَالنَّصْرَانِيّ ؟ فَقَالَ : إِنَّ اللَّه تَعَالَى " يَقُول وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا" وَهُوَ السَّلَام قَالَ : وَرُوِيَ عَنْ عَطَاء الْخُرَاسَانِيّ نَحْوه" قُلْت " وَقَدْ ثَبَتَ فِي السُّنَّة أَنَّهُمْ لَا يُبْدَءُونَ بِالسَّلَامِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ . اهـ

وقد نقل ابن كثير في تفسير آية أخرى عن جماعة آخرين من السلف غير أسد بن وداعة وعطاء الخراساني أنهم أباحوا أيضاً بدء اليهود والن قال النووي في شرح مسلم 14/145 : (قوله صلى الله عليه وسلم " فقولوا وعليكم " .....و بهذا الذى ذكرناه عن مذهبنا قال أكثر العلماء وعامة السلف وذهبت طائفة إلى جواز ابتدائنا لهم بالسلام روى ذلك عن بن عباس وأبي أمامة وبن أبى محيريز وهو وجه لبعض أصحابنا حكاه الماوردى لكنه قال يقول السلام عليك ولايقول عليكم بالجمع واحتج هؤلاء بعموم الأحاديث وبافشاء السلام وهى حجة باطلة لأنه عام مخصوص بحديث لاتبدأو اليهود ولاالنصارى بالسلام وقال بعض أصحابنا يكره ابتداؤهم بالسلام ولايحرم وهذا ضعيف أيضا لأن النهى للتحريم فالصواب تحريم ابتدائهم وحكى القاضي عن جماعة أنه يجوز ابتداؤهم به للضرورة والحاجة أو سبب وهو قول علقمة والنخعى وعن الأوزاعى أنه قال ان سلمت فقد سلم الصالحون وان تركت فقد ترك الصالحون.


و قال قبل ذلك 12/110 : قوله صلى الله عليه وسلم " سلام على من اتبع الهدى " هذا دليل لمن يقول لا يبتدأ الكافر بالسلام وفي المسألة خلاف فمذهب الشافعي وجمهور أصحابه وأكثر العلماء أنه لا يجوز للمسلم أن يبتدئ كافرا بالسلام وأجازه كثيرون من السلف وهذا مردود بالأحاديث الصحيحة في النهي عن ذلك وستأتي في موضعها إن شاء الله تعالى وجوزه آخرون لاستئلاف أو لحاجة إليه أو نحو ذلك.



قال الجصاص في أحكام القرآن 5/315 :


حدثنا عبدالباقي قال: حدثنا معاذ بن المثنى قال: حدثنا عمرو بن مرزوق قال: حدثنا شعبة، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة قال: صحبنا عبدالله  في سفر ، ومعنا أناس من الدهاقين ، قال: فأخذوا طريقاً غير طريقنا، فسلم عليهم ، فقلت لعبدالله : أليس هذا تكره [ كذا ]، قال: ( إنه حق الصحبة ).

قال أبو بكر : ظاهره يدل على أن عبدالله بدأهم بالسلام، لأن الرد لا يكره عند أحد، وقد قال النبي   : ( إذا سلموا عليكم فقولوا وعليكم )".


ثم قال الجصاص:

وحدثنا عبدالباقي قال: حدثنا الحسن بن المثنى قال: حدثنا عثمان قال: حدثنا عبدالواحد قال: حدثنا سليمان الأعمش قال: قلت لإبراهيم: أختلف إلي طبيب نصراني، أسلم عليه ؟، قال: ( نعم ، إذا كانت لك إليه حاجة فسلم عليه ).اهـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق